لطالما سطّرت الثقافة الصينية على مدى السنوات الماضية مسيرةً مشرّفة تُباهي بها الأمم، ولم تغفل يومًا عن الاحتفاظ ببصمتها وهوّتها التاريخية والثقافية والافتخار بعاداتها وتقاليدها التي توارثتها من الأجداد، سواءً كانت بنمط اللباس أو الطعام أو الرياضات المشهورة، وغيرها من العادات والتقاليد الصينية التي ما زالت إلى يومنا هذا. لنتعرّف سويًا على العادات الصينية التي رسمت تاريخ هذه الدولة العريقة، وبعض المعلومات القيّمة والغريبة.
تعد الثقافة الصينية من أقدم الثقافات الحية والفاعلة حتى الآن، كما تشكّل مرجعًا للعراقة الحضارية العالمية، ووسيلة للتعرّف على حياة المجتمع الصيني عن قرب. تكشف ثقافة الصين أن قيم التسامح والتعايش السلمي متجذرة فيها منذ القِدم، ولم تسيء يومًا إلى الأديان والثقافات الأخرى، فعلى الرغم من أنها متعددة القوميات والألسن، إلا أنها ترتكز على القيم الإنسانية والمحبة والتسامح.
لطالما تأثرت الثقافة الصينية بقيمها ومعتقداتها الدينية التقليدية، التي كان لها دورٌ كبيرٌ في تشكيل أفكار وثوابت الشعب الصيني، علمًا بأنهم لم يقرّوا بعقيدة واحدة أو حتى سعوا لبناء هوية دينية ضيقة، فالصينيون دائمًا ما ينخرطون في معتقدات وممارسات متنوعة، وتتمثل بما يأتي:
تعود جذور الطاوية إلى القرن الثالث أو الرابع قبل الميلاد، ومثل كثير من الديانات، يوجد لدى الطاوية كتبها المقدسة، ويسمى "طاو". يؤمن بعض أتباع الطاوية بتعدد الآلهة، وآخرين يمارسون عبادة الأسلاف، وبشكلٍ عام، تؤكد الطاوية على الانسجام مع الطبيعة.
ترجع الكونفوشيوسية إلى الفيلسوف كونفوشيوس، الذي ظهر في القرن السادس قبل الميلاد، داعيًا إلى إحياء الطقوس والعادات والتقاليد الدينية التي ورثها الصينيون عن أجدادهم، مضيفًا إليها جانبًا من فلسفته وآرائه في الأخلاق والمعاملات والسلوك القويم؛ مثل احترام الكبار والانسجام الاجتماعي. تقوم الكونفوشيوسية على عبادة إله السماء أو الإله الأعظم، وتقديس الملائكة، وعبادة أرواح الآباء والأجداد.
تعد البوذية أول عقيدة دخلت إلى الصين من خارجها، إذ جاءت من الهند وامتزجت بالثقافة الصينية ليظهر شكل جديد من البوذية الصينية يختلف بوضوح عن البوذية الهندية، فقد أكدت على أهمية السلام الداخلي والحكمة والتعاطف.
تتميّز الحضارة الصينية بثقافتها الغنية والعريقة، التي تشكلت على مدى آلاف السنين، وارتبطت بتاريخها والديانات الرسمية السائدة في البلاد، ناهيك عن العادات التي لا بد أن يلتزم بها جميع الصينيين على اختلافهم، وفيما يلي بعضًا منها:
تُنظم عائلة العريس زيارة لبيت العروس لطلبها للزواج، وبعد الاتفاق تخطط العائلتان للقاء آخر للاتفاق على تفاصيل الخطوبة
تُقدم عائلة الفتاة المجوهرات للعروسين لإظهار دعمهم لهذا الزواج
يحدد الصينيون موعد الزفاف بناء على تواريخ محددة؛ إذ يتجنبون بعض التواريخ لاعتقادهم بأنها تجذب الحظ السيئ
ترتدي العروس في يوم زفافها فستانًا أحمر اللون بحسب التقاليد الصينية؛ إذ إن اللون الأبيض مرتبط بالموت والجنازة، في حين يرتدي العريس البدلة السوداء
تختلف الملابس الصينية التقليدية بحسب السلالة؛ فهناك ملابس مخصصة لأسرة تانغ وهانفو وشيونغسام وتشونغشان، بالإضافة إلى بعض الألبسة للأقليات العرقية
تشتهر الصين باستخدام الحرير بشكل أساسي في نسج الملابس
تمتاز ملابس سلالة هان بالألوان الغامقة؛ تحديدًا اللونين القرمزي والأسود، وتتشابه ملابس الرجال والنساء مع بعضها، وغالبًا ما تكون واسعة جدًا، وذات طبقات متعددة وأكمام طويلة
حافظ الصينيون على عاداتهم وتقاليدهم المتعلقة باللباس فيما يتعلق بتغطية الجسد، إلا أنهم قد تأثروا بالثقافة الغربية ولباسها.
يتكوّن الطعام الصيني من قسمين؛ الأول يحتوي على المعكرونة أو الأرز أو الكعك، في حين يحتوي القسم الآخر على الخضراوات واللحوم
يستخدم الصينيون أوانٍ محددة لتناول الطعام، كما يستخدمون الملاعق الخزفية لتناول الشوربة، أمّا العيدان فهي مخصصة لتناول الأطعمة الصلبة
تقسم الصين جغرافيًا من حيث نكهات الطعام؛ إذ يشتهر الجزء الغربي منها بالنكهات الحارة، في حين يشتهر الجزء الشرقي بالنكهات الحامضة، أما الجزء الجنوبي فيشتهر بالنكهات الحلوة، ويشتهر الجزء الشمالي بالنكهات المالحة
تُقدم الفاكهة في الصين كنوع من أنواع الحلوى؛ إذ أن الصينيين يعتبرون الحلويات عمومًا من الأطباق الثانوية
يشيع التزام الصينيون بموعد الطعام، كما يشيع تبادل الحديث والضحك أثناء تناول الطعام، ويُفضل حضور الطعام بمظهر جميل عند الدعوة إليه، مع إحضار هدية صغيرة
تحفل الصين بتاريخ طويل يمتد لأكثر من 8000 سنة، ولطالما كانت واحدةً من أهم الدول العظمى في العالم، وعلى الرغم من ذلك إلا أن حقائق الثقافة الصينية تحمل في ثناياها شيئًا من الغرابة، وفيما يلي توضيحًا لبعض العادات الصينية الغريبة:
كان الفضل لاكتشاف الحرير إلى الصين، عندما سقط بيض دودة القز في كوب الشاي الخاص بزوجة الإمبراطور الصيني زي لينغ سو في عام 3000 قبل الميلاد، ومنذ ذلك اليوم، أصبحت الصين تصنع الحرير وعُدَّت طريقة تحضيره بمثابة سر وطني يُعاقب من يهربها خارج البلاد بالإعدام.
يرتدي الأفراد الذاهبون إلى الجنازات في الصين اللون الأبيض بدلًا من اللون الأسود، كما هو الحال في معظم بلدان العالم الأخرى، على الرغم من أنّ اللون الأسود في العادات والتقاليد الصينية يرمز إلى الجنة والموت، ويجدر بالذكر أن ارتداء اللون الأحمر ممنوع في الجنازات الصينية.
تُعد رأس السنة في الصين من المناسبات النادرة التي يجتمع فيها أفراد العائلة معًا، حيث ينظف الصينيون منازلهم خلال رأس السنة الصينية للتخلص من سوء الحظ، كما يقومون بإطلاق الألعاب النارية ولا يزيلون أثر البارود إلا بعد ثلاثة أيام، كما أنّهم يقدمون النقود لبعضهم البعض داخل حقائب ورقية حمراء اللون.
لطالما كانت إمارة دبي موطنًا للثقافات على اختلافها، وشكّلت مراكز التسوّق محطات لعرض المنتجات والبضائع من مختلف دولة العالم، ومن بينها الصين، إذ يعد ابن بطوطة مول محطة لتقديم الأطباق الصينية اللذيذة والتعريف بالثقافة الصينية من خلال الفعاليات التي يقيمها بشكلٍ دوريّ، وكذلك الحال مع سوق التنين، الذي يعد أكبر سوق تجاري صيني في العالم خارج الصين، أمّا نخيل مول وسيركل مول، فقد كانا بمثابة محطات لعرض البضائع الصينية والنكهات والتوابل الأصلية على اختلافها، لذا لا تتردد بالتعرّف على الثقافة الصينية عن قرب عند زيارة أحد المولات الواردة أعلاه.
شارك في هذا المقال شارك
شارك في هذا المقال شارك
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط. نستخدم ملفات تعريف الارتباط للتأكد من حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. يرجى قراءة سياسة الخصوصية و ملف تعريف الارتباط .
لا ، أريد المزيد من المعلومات