كانت تونس أول وجهة رسا فيها ابن بطوطة. باعتبارها مجمعاً للفن والعلم حيث احتضنت أرجاؤها مساجد رائعة وقصوراً لا تضاهى، فضلاً عن حدائق عامة وجامعات.
تحاكي هذه الردهة المدن الساحلية في تونس وقرطاج من حيث التصميم الفريد لواجهاتها ناصعة البياض، وأبوابها زرقاءة اللون، وأسوارها الحديدية ونوافذها المصنوعة من الزجاج الملون. أعاد هذا التصميم إحياء سحر الأسواق الأفريقية القائمة منذ قرون، في حين يعيد بلاط الفسيفساء إلى الأذهان البصمة الملكية المميزة.
أضف لمسة من السحر التونسي إلى تجربة تسوقك.
تستضيف ردهة المطاعم، المستوحاة من قلعتي المنستير وسوسة وقصور تونس والمغرب، أكثر من 25 مطعماً وكوفي شوب من الطراز العالمي.
تعد بلاد فارس أحد أهم مراكز التعلم ومقرات الثقافة في القرن الرابع عشر.
ينعكس الإبداع الفني الفارسي في التصميم العربي للقبة الضخمة التي تعلو الردهة، والتي سرعان ما تنقلك بممراتها المقوسة، وممشى الفسيفساء الذي يطغى عليه اللونين الأزرق والفيروزي، والثريا النحاسية الأخاذة في أروقة الردهة.
تسوق في ثنايا عظمة التراث الفارسي.
ذاع صيت الهند التي كانت خاضعة لحكم المغول في القرن الثالث عشر، بفضل هندستها المعمارية الفريدة التي جمعت جمال الفن الإسلامي والهندي، ومعالمها ذات الطابع الملوكي وثروتها الهائلة.
تبرز روعة الحقبة المغولية في الهند بشكل واضح في معالم الردهة. إذ تحاكي القبة عظمة تاج محل والقلعة الحمراء وقصر الرياح. أما "ساعة الفيل" فهي تتبوأ مكاناً وسط القاعة، وهي تحفة تكنولوجية تعود إلى القرون الوسطى من اختراع المهندس المبدع الجزري.
ومع كل ساعة تمر، فإن الأرقام المنقوشة بالألواح الخشبية، والتنانين وطيور الفينيق تتحرك مع بعضها البعض لإطلاعك على الوقت.
انعم بثراء الثقافة الهندية خلال تسوقك.
تعيد ردهة مصر إحياء عجائب يعود تاريخها القديم المنطوي على الفراعنة والأهرامات والكتابة الهيروغليفية والمعابد.
إذ أن الجدران المصنوعة من الحجر الرملي والمنقوشة بالكتابة الهيروغليفية، وأعمدة البردي، وأقواس الممر المركزي المدببة والفوانيس الملوكية تذهب بنا إلى قلب أحد أسواق مصر القديمة التقليدية.
عش حيوية مصر القديمة خلال تسوقك.
كانت رحلة ابن بطوطة إلى الصين حافلة بالأحداث، بدءاً من تحدي العواصف ومحاولة النجاة من السفن الغارقة وصولًا إلى مواجهة القراصنة. ومع ذلك، فالفن والإبداع الذي رآه في الصين عوضه عن كافة المصاعب التي واجهته.
تعكس الردهة عظمة الإمبراطورية الصينية وحيويتها.
وهي عبارة عن قاعات واسعة قائمة على أعمدة مزخرفة بميداليات ضخمة ذات نقوش على هيئة تنانين، وأعمدة من الرخام الأبيض تذكرنا ببوابات المدن الصينية التاريخية، وسقف مجوف ذي زخارف ملكية ترمز إلى السعادة والرخاء.
ووسط ذلك كله، تبرز إحدى أكثر سفن الإبحار هيبة في عصرها، وهي سفينة شراعية صينية. وهذه السفينة بمثابة تكريم خاص منا للرحالة العظيم ومغامرته المذهلة.
استمتع بروعة الإبداع الفني الصيني تزامناً مع تسوقك.
مثلت الأندلس الفصل الأخير في ملحمة ابن بطوطة، وهي أرض الفن والشعر والهندسة المعمارية والعلوم والتعلم.
تبرز تأثيرات هذه الحقبة التاريخية والحضارة الجليلة في كل زاوية من زوايا الردهة. فالسقف المصمم على شكل نجمة ونافورة الأسود مستوحيان من قصر الحمراء. أما القاعات الشامخة والأقواس البارزة، فتعيدك بالزمن إلى المسجد الكبير في قرطبة. كما تضفي الجدران الحجرية ذات اللون الأحمر الداكن والبلاط المصنوع من الطين النضيج (التراكوتا) نكهة تميز إلى الفن الأندلسي.
تنزه في أحضان التاريخ الأندلسي أثناء تسوقك.